أصبحت "كيتب"

لكل علاقة حب حدث لا ينسى؛ كان عم والدي يرحمه الله رجل مسن لا يقرأ ولا يكتب وكنت في صغري ألازمه وأوصله للمسجد المغرب والعشاء وعودني والدي يرحمه الله وهو إمام المسجد ان اقرأ له العصر واحياناً العشاء بين الآذان والإقامة ما تيسر من كتاب رياض الصالحين وكنت محبا للقراءة وأهوى كتابة انواع الخطوط نسخاً ورقعة وكوفي وديوان وقد تعلمتها على يد معلم سوري -جزاه الله خيرا- في المرحلة المتوسطة، ولم يكن عمي يعرف تفاصيل ذلك ولكنه كأنه يستشف مستقبلي فحينما تحدث احدهم عني قائلا غداً أبنك سيصبح عسكرياً رد عليه عمي بصوت مرتفع : لا ،ولدي بيصير كيتب ويكررها وكان لها وقع في نفسي آنذاك وهو يقصد كاتب إداري لانه يسمي الموظفين كتّاب وهي تسمية لها عمق ثقافي وتاريخي حيث كان يطلقها الجاحظ على كتّاب الدولة العباسية ومن ذلك الحين وانا أميل أكثر وأكثر للكتابة ونسخ الخط والعمل الإداري وكبرت وكبر الحب معي حتى حققت حدسه عملا وكتابة . -هزاع abnnega@